النرجسية والسلطة

طباعة 2017-11-19
النرجسية والسلطة

تأليف: هانس يورغن فيرت

الكتاب: النرجسية والسلطة

 

عرض: فدوى الشعرة

 

 

 

 

تناول هانس يورغن فيرت في كتابه النرجسية والسلطة بالتحليل العلاقة الموجودة بين الاضطراب النفسي المترتب على الإعجاب المفرط بالذات والنزوع إلى الهوس بالسلطة، فأقر الكاتب منذ البداية أن السلطة والنرجسية "توأمان سياميان"؛ وهو رأي يتفق معه كثير من المتخصصين في السياسة والإعلام الذين ما فتئوا يرصدون اضطرابات نفسية وانحرافات سلوكية عند كثير من السياسيين وممارسي السلطة، والتي يمكن إدراج معظمها تحت صفة النرجسية. ولكن هؤلاء المتخصصين لم يستطيعوا في تقاريرهم هذه إخضاع هذه الانحرافات النفسية والسلوكية لتحليل علمي دقيق، يكشف بوضوح عن أعراضها ويبرز دوافعها ويتقفى آثارها ويستخلص نتائجها. وقد جاء كتاب فيرت ليملأ هذا الفراغ، كما قال بعض النقاد. ومما يميز هذا الكتاب أنه أخضع هذه الظاهرة لتحليل نفسي دقيق من خلال نماذج ومشاهد حية من الحياة السياسية المعاصرة، سواء داخل ألمانيا أو خارجها. واستطاع بذلك أن يساهم في وضع حجر أساس علم النفس السياسي، الذي بواسطته يمكن فهم اللاوعي السياسي ودراسته وتحليل الدوافع العميقة التي تدفع بعض السياسيين وممارسي السلطة لنهج سلوك منحرف يكشف عن اختلالات شخصية عميقة، ترتبط في كثير من الأحيان بظروف التنشئة والبيئة التي عاش فيها الشخص النرجسي الذي يظل يلهث وراء السلطة لإشباع شهوته في التحكم، وإرضاء شعوره بحب الذات المفرط، مؤمنا بعقلية المنتصر الذي لا ينهزم وبوهم المجد الذي لا يفنى، فتزداد أوهامه ترسخا ويضعف إدراكه لحقيقة الأمور، لا سيما عندما يكثر معجبوه والمنتفعون من سياساته وأتباعه النرجسيون الصغار، إلى درجة قد تصبح علاقته مع العالم مبنية على أوهام وعلى صور نمطية للأعداء، لا تعرف حدودا أخلاقية وتبيح بكل سهولة الارتداد عن القيم والمثل لإشباع ذلك الهوس بالسلطة.  وما أكثر هذه الحالات في المشهد السياسي الراهن، الدولي منه أو العربي، مما يجعل الاطلاع على هذا الكتاب بالنسبة للقارئ العربي عمومًا، والمهتم بالسياسة على وجه الخصوص، مكسبًا مهمًّا لفهم الفعل السياسي للحاكم وممارس السلطة التي عادة ما تقوده اضطراباته النفسية وانحرافاته السلوكية الى مآل درامية تكشف بجلاء نرجسيته التي ظلت مختفية خلف قناع السلطة لأمد طويل قبل أن يسقط. والتحليل النفسي للشخصية النرجسية يبين أن سعيها الحثيث لممارسة السلطة ليس إلا تعويضا عن إحساس عميق بالضعف والعجز والنقص. وتطرق هانس يورغن فيرت في مقدمة كتابه الى ما قاله علماء التحليل النفسي بداية من فرويد وألفريد أدلير، وأيضا الى رأي علماء الاجتماع من أمثال ماكس فيبر ونوربت إلياس وميشيل فوكو وآخرين، للكشف عن تأثير العوامل النفسية وظروف التنشئة الاجتماعية والمحيط العام في ظهور الشخصية النرجسية وتعلقها الشديد بالسلطة.

بعد ذلك قام المؤلف بالتحليل النفسي لثلاثة نماذج من السياسيين، وهم أوفه برشيل، رئيس حكومة ولاية ألمانية سابق، والمستشار الألماني السابق هلموت كول، ورئيس وزراء صربيا السابق سلوبودان ميلوسوفيتش، وقام أيضا بدراسة ظاهرة "جيل 1968" التي كانت آمالها وأهدافها ذات طبيعة نرجسية، والتي كان من بين انعكاساتها غير المباشرة ظهور تنظيمات يسارية متطرفة استخدمت العنف لتحقيق مطالب سلطوية. وتطرق هانس يورغن فيرت في الأخير الى أحداث الحادي عشر من سبتمبر، التي أدت الى ظهور ما سماه بالمانوية السياسية الجديدة التي أضفت على علاقة النرجسية بالسلطة الكامنة في اللاوعي السياسي طابعا تثاقفيا مزيفا، وكأن الأمر يتعلق بمعركة ينبغي الحسم فيها بين الخير والشر.

واعتمد الكاتب في تحليله على أقوال وشهادات السياسيين الذين تناولهم الكتاب بالتحليل، وكذلك على تقارير وسائل الإعلام الداخلية والأجنبية ووثائق ومواد أخرى، وأتت الدراسة مرفقة بصور مستقاة من تاريخ الفنون التي استخدمت وسيلة، يتوخى الكاتب من ورائها تفسير ظاهرة النرجسية والسلطة على مختلف المستويات.

تناول هانس يورغن فيرت في كتابه النرجسية والسلطة بالتحليل العلاقة الموجودة بين الاضطراب النفسي المترتب على الإعجاب المفرط بالذات والنزوع إلى الهوس بالسلطة، فأقر الكاتب منذ البداية أن السلطة والنرجسية "توأمان سياميان"؛ وهو رأي يتفق معه كثير من المتخصصين في السياسة والإعلام الذين ما فتئوا يرصدون اضطرابات نفسية وانحرافات سلوكية عند كثير من السياسيين وممارسي السلطة، والتي يمكن إدراج معظمها تحت صفة النرجسية. ولكن هؤلاء المتخصصين لم يستطيعوا في تقاريرهم هذه إخضاع هذه الانحرافات النفسية والسلوكية لتحليل علمي دقيق، يكشف بوضوح عن أعراضها ويبرز دوافعها ويتقفى آثارها ويستخلص نتائجها. وقد جاء كتاب فيرت ليملأ هذا الفراغ، كما قال بعض النقاد. ومما يميز هذا الكتاب أنه أخضع هذه الظاهرة لتحليل نفسي دقيق من خلال نماذج ومشاهد حية من الحياة السياسية المعاصرة، سواء داخل ألمانيا أو خارجها. واستطاع بذلك أن يساهم في وضع حجر أساس علم النفس السياسي، الذي بواسطته يمكن فهم اللاوعي السياسي ودراسته وتحليل الدوافع العميقة التي تدفع بعض السياسيين وممارسي السلطة لنهج سلوك منحرف يكشف عن اختلالات شخصية عميقة، ترتبط في كثير من الأحيان بظروف التنشئة والبيئة التي عاش فيها الشخص النرجسي الذي يظل يلهث وراء السلطة لإشباع شهوته في التحكم، وإرضاء شعوره بحب الذات المفرط، مؤمنا بعقلية المنتصر الذي لا ينهزم وبوهم المجد الذي لا يفنى، فتزداد أوهامه ترسخا ويضعف إدراكه لحقيقة الأمور، لا سيما عندما يكثر معجبوه والمنتفعون من سياساته وأتباعه النرجسيون الصغار، إلى درجة قد تصبح علاقته مع العالم مبنية على أوهام وعلى صور نمطية للأعداء، لا تعرف حدودا أخلاقية وتبيح بكل سهولة الارتداد عن القيم والمثل لإشباع ذلك الهوس بالسلطة.  وما أكثر هذه الحالات في المشهد السياسي الراهن، الدولي منه أو العربي، مما يجعل الاطلاع على هذا الكتاب بالنسبة للقارئ العربي عمومًا، والمهتم بالسياسة على وجه الخصوص، مكسبًا مهمًّا لفهم الفعل السياسي للحاكم وممارس السلطة التي عادة ما تقوده اضطراباته النفسية وانحرافاته السلوكية الى مآل درامية تكشف بجلاء نرجسيته التي ظلت مختفية خلف قناع السلطة لأمد طويل قبل أن يسقط. والتحليل النفسي للشخصية النرجسية يبين أن سعيها الحثيث لممارسة السلطة ليس إلا تعويضا عن إحساس عميق بالضعف والعجز والنقص. وتطرق هانس يورغن فيرت في مقدمة كتابه الى ما قاله علماء التحليل النفسي بداية من فرويد وألفريد أدلير، وأيضا الى رأي علماء الاجتماع من أمثال ماكس فيبر ونوربت إلياس وميشيل فوكو وآخرين، للكشف عن تأثير العوامل النفسية وظروف التنشئة الاجتماعية والمحيط العام في ظهور الشخصية النرجسية وتعلقها الشديد بالسلطة.

بعد ذلك قام المؤلف بالتحليل النفسي لثلاثة نماذج من السياسيين، وهم أوفه برشيل، رئيس حكومة ولاية ألمانية سابق، والمستشار الألماني السابق هلموت كول، ورئيس وزراء صربيا السابق سلوبودان ميلوسوفيتش، وقام أيضا بدراسة ظاهرة "جيل 1968" التي كانت آمالها وأهدافها ذات طبيعة نرجسية، والتي كان من بين انعكاساتها غير المباشرة ظهور تنظيمات يسارية متطرفة استخدمت العنف لتحقيق مطالب سلطوية. وتطرق هانس يورغن فيرت في الأخير الى أحداث الحادي عشر من سبتمبر، التي أدت الى ظهور ما سماه بالمانوية السياسية الجديدة التي أضفت على علاقة النرجسية بالسلطة الكامنة في اللاوعي السياسي طابعا تثاقفيا مزيفا، وكأن الأمر يتعلق بمعركة ينبغي الحسم فيها بين الخير والشر.

واعتمد الكاتب في تحليله على أقوال وشهادات السياسيين الذين تناولهم الكتاب بالتحليل، وكذلك على تقارير وسائل الإعلام الداخلية والأجنبية ووثائق ومواد أخرى، وأتت الدراسة مرفقة بصور مستقاة من تاريخ الفنون التي استخدمت وسيلة، يتوخى الكاتب من ورائها تفسير ظاهرة النرجسية والسلطة على مختلف المستويات.

شارك :

التعليقات (0)

أضف تعليق